الملكوت كلمحة لما سيأتي

عندما نتحدث عن إنجيل الملكوت، أي الأخبار السارة لمُلك الله، فمن المفيد لنا أن نفكر فيما فكر فيه المؤمنون الأوائل، الذي كان الكتاب المقدس بالنسبة لهم هو الترجمة السبعينية – أي الترجمة اليونانية للعهد القديم. في إشعياء 52، يعلن الله أنه سيعيد شعبه، فيقول: "مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ، الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ، الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ، الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: «قَدْ مَلَكَ إِلهُكِ!»" وقد قيل أن هذه الأخبار السارة هي أخبار سلام. فهي الأخبار السارة المختصة بسلام الله، هي الأخبار السارة المختصة بمُلك الله، الأخبار السارة أن الله سيخلص شعبه، وأن الله هو من يعمل بالنيابة عن شعبه ليأتي بالبر والعدل في العالم. وهناك اكتمال نتوق إليه فيما يختص بهذا الأمر. ولكننا نفهم هذا الأمر بشكل مختلف قليلًا عما فهمه العديد من معاصري الرب يسوع، لأننا نعلم أيضًا أن الملكوت يأتي على مرحلتين، ذلك لأن الملك الآتي والذي سيُكمِل ملكوته قد أتى بالفعل، لقد أتى المسيا بالفعل. باكورة القيامة، التي نتوقعها في المستقبل، الباكورة قد حدثت بالفعل. وبالتالي، لأن الرب يسوع قد أتى بالفعل، فالملكوت "أتى بالفعل، ولكن ليس بعد"، ولدينا بالفعل لمحة وعيّنة لعمل الله في العالم. في الحقيقة، نرى ذلك من خلال العلامات والعجائب التي قام بها المسيح. يأتي يوم لن يكون هناك حزن بعد، لن تكون هناك معاناة، فالله سيشفي كل شيء، ولكن، وبالفعل، عندما أتى يسوع في المرة الأولى، أعطانا لمحة وعيّنة لهذا، تذوقنا شفائه للناس والأعمال العظيمة التي عملها. هذه كانت عيّنة لشيء سنختبره بشكل أعمق في الملكوت مع اكتماله.